بتذكر اول ما بلشت اعمل كعك وأنا صغيرة, كيف كنت اتقيد بالوصفة مثل ما هي تماماً. نص ملعقة صغيرة فانيلا يعني نص ملعقة. نص ونقطة لأ! بنفعش بتخرب الوصفة! ما كنت افكر بالمرة باللي بقرأه, وأطبقه بالحرف. كنت متلقّن شاطر جداً.
شوي شوي صرت اقرأ وأشغل مخي شوي, اقرأ وأحلل, اذا بعمل هيك شو بصير, طب اذا بضيف هيك شو ممكن يصير. انا حسب رايي هاي النكهة اذا انضافت ممكن الطعم يكون ازكى.. مش دايماً كنت اطبّق تحليلاتي وتساؤلاتي بهاي المرحلة, كنت اخاف بصراحة. بس على الاقل صرت افكر وبطلت انظر للاشياء كأنها مفهومة ضمناً, كأنها مقدسة ممنوع تتحرّف. فش اشي مقدس ومنزل الا كلام الله.
بلشت اقارن, ام محمد نزلت وصفة لكعكة الجبنة المخبوزة ومن الصورة مبينة زاكية وزابطة, وام ايتسيك نزلت وصفة مختلفة تماماً لنفس الكعكة وكمان مبينة زاكية وزابطة. دليل على انه فش اشي مُنزَل, وكل شيخ وطريقته.
بلشت اعمل تغييرات, ألعب بالوصفات, اخترع اشياء. بكل صراحة وصدق, مش كل شي كان يزبط. بالأشياء اللي كانت تزبط كنت اكمل وارفع مستوى التغيير والابتكار, وبالاشياء اللي ما تزبط اعرف اني تجاوزت حدودي وأنه في “قوانين” ممنوع اختراقها. هاي القوانين مش كثيرة. بس منيح الواحد ينمّي القدرة على التمييز بين القانون, وبين القواعد اللي مسموح كسرها, واللي يمكن حتى طبشها يولد قواعد أجدد واكثر حتلنة.
دشركم من الكعك, انا قصدي بشكل عام. ليش لازم ننظر لكل الاشياء اللي بنقرأها, او اللي بنسمعها خاصة من “المشاهير” كأنها اشي مفهوم ضمناً وغير قابل للتغيير, للاحداث اللي بتصير معنا بالحياة اليومية كأنها مفهومة ضمناً, للناس اللي بنقابلها بحياتنا كأنها مفهومة ضمناً.. هي مقدرة ومكتوبة آه, بس مش مفهومة ضمناً بمعنى انه لو بنفكر في كل خطوة بتصير معنا وبكل شخص بنقابله بحياتنا بنكتشف مليان حِكَم ودروس, بنكتشف انه فش اشي اسمه صدفة ولا اشي اسمه مفهوم ضمناً. اه بس مهو التفكير اشي متعب. آسفة.
ماشيين بنردد شعارات وأمثال قديمة مش فاهمين نصها, لأنه اجدادنا قالوها وأجدادنا ما بيغلطوا, واللي ما له قديم ما له جديد. ومن فات قديمه تااااااه ! يا عمي اجدادنا على العين والراس ولازم نحتفظ بتراثهم, بس كمان من ناحية ثانية مشاكل اليوم مش شرط ينفع معها حل مبارح. بعدين مش اجدادنا هم اللي قالوا امشي في جنازة ولا تمشي في جوازة؟ وهم نفسهم اللي قالوا يا بخت مين وفّق راسين بالحلال؟! طب على مين أرد؟ الجواب: على نفسك. اسمع واستشير, بس دايماً فكّر وحلّل. دايماً خلّي حواسك شغالة للتغييرات اللي بتصير حولك. لأنه فش اشي مفهوم ضمناً. احنا عايشين بزمن اللي ما بتأقلم فيه للتغييرات ووتيرتها المخيفة بكل المجالات, واللي بيضل يقول “هيك قالوا وهيك لازم وهيك مفروض”, بيضل محلّه.
طب نرجع للكعك أفضل بلا فلسفة. في كعكة كسرت الدنيا بالفترة الاخيرة, وهي كعكة التريليتشي او التريليتشا او كعكة الحليب التركية. مش عارفة مين اول واحد رجع من تركيا وفكر يقلدها, ومن وقتها الانترنت مطبول بهالكعكة, زي الفيروس انتشرت بكل مطبخ. صح مليان طرق ووصفات ومقادير الها, بس بالنهاية نفس المبدأ, كعكة اسفنجية مشربة بحليب, طبقة كريما, وطبقة كراميل. وبصراحة انا كمان كنت من الفضوليين اللي طبقوها وانبسطوا من النتيجة. نفس اللي اكلناها بتركيا؟ لا مش نفسها. ولا المفروض تكون نسخة طبق الاصل. خلّوا الاصل للأصل..

لما جيت اطبقها للمرة الثالثة قلت, هو انا مطولة بشغلة “الموت مع الجماعة رحمة”؟ (رجعنا للامثال!) خلص بكفي جربتها مرتين وأشبعت فضولي ومعدتي. اجى وقت التفكير والتحليل والتغيير. شو بصير اذا لعبت بالنكهات؟ ولا اشي. الاتراك بزعلوا مني يعني؟ بدهم يتركوا كل المشاكل الجوهرية وينشغلوا بكائن صغير زيي؟ لا اظن.
ومن هون اجت فكرة كعكة البازوكليتشو – بصراحة معرفتش شو الصح ليتشا او ليتشي فقلت خلينا نكون على الحياد ونسمّي ليتشو 🙂
وهي عبارة عن اضافة نكهة لبان البازوكا لكل الطبقات.
واليكم الطريقة – اللي هي عبارة عن دمج اكثر من طريقة, والاضافات مني:
للطبقة الاولى:
4 بيضات
كاسة سكر
نص ملعقة صغيرة فانيلا سائل
كاسة ونص طحين
باكيت Baking powder
نخفق البيض مع السكر لفترة طويلة, شي 8-10 دقائق, لحد ما يصير خليط منفوخ. بعدين بنضيف نص ملعقة فانيلا (نص ونقطة لأ! بمزح!), وبعدها بنضيف الطحين مع البيكينغ باودر (منخّلات) وهون ما بنخفق, بس بنحرك بملعقة خشبية, بحركات زي رقم 8 بالانجليزي. بنصب الخليط في صينية بايريكس, وبنخبزها لمدة نص ساعة بحرارة 170.
سائل تشريب الكعكة:
4 كاسات حليب
1 باكيت كريما خفق – شمينت متوكاه
نص كاسة سكر
ربع ملعقة فانيلا سائلة
بضع قطرات خلاصة البازوكا حسب الرغبة.
هاي المكونات بنحطها بطنجرة على الغاز بس لحد ما يصير سائل فاتر, مش لدرجة الغليان يعني, وبنشرّب الكعكة اللي بتكون بردت شوي بهذا السائل.

للطبقة الثانية:
باكيت كريما خفق – شمينت متوكاه
نص باكيت بودينغ فانيل
علبة شمينت حامضة – عادية.
بضع قطرات خلاصة البازوكا – هون بالمرة مش اجباري. اصلاً ولا بمحل اجباري 🙂
نخفق الكريما مع البودينغ وبنضيف الشمينت العادية والبازوكا. انا حبيت تكون طبقة رقيقة, ائا بتحبوا طبقة اخمل ممكن تضاعفوا الكميات. فش اشي مفهوم ضمناً.
بندهن هاي الطبقة على الكعكة.
للطبقة الثالثة:
1 باكيت كريما خفق
250 غم شولاتة بيضاء
بضع قطرات خلاصة البازوكا
بضع قطرات صبغة طعام وردية
بنسخن الكريما اما على الغاز او بالميكرو, وبنصبها على الشوكلاتة, بنحرك لحد ما تذوب الشوكلاتة, بنضيف البازوكا والصبغة.
بندير الخليط على الطبقة الثانية. وبنحط الكعكة بالثلاجة. هي اطيب ثاني يوم بتكون متشربة كل السوائل.
سألوني مين ازكى هاي النكهة ولا نكهة التريليتشي\تشا العادية. الجواب: فش مقارنة. دي حاجة ودي حاجة. وفش اشي مفهوم ضمناً 🙂
يلا باي!