اذا بدي الخص رحلتي لمنطقة الريف في شمال تركيا, بقدر اقول باختصار “الماء والخضرة والوجه الحسن, وجامع لكل ثلاثة بيوت!”
الخضار الطاغي على هديك البلاد ملفت للنظر, كمية المياه الموجودة بكل محل حواليك , عنجد صدق المثل اللي قال المي بتمشي من تحتي وانا مش حاسس! مي ايفري وير !
والوجه الحسن, على ما يبدو صفاء الهواء ونقاء الماء والراحة النفسية هي اساس الجمال.. لأنه جمال الريفيات (والريفيين!) كمان كان ملفت للنظر بالرغم من بساطته. نفسي اعمل احصائية لعدد الجلطات اللي بتصيب الناس هناك.. اتوقع انها قريبة من الصفر!
بس عنجد اكثر شي كان ملفت لنظري هو كمية الجوامع.. عنجد بدون مبالغة بين كل ثلاثة بيوت بتشوف جامع! عنجد كان اشي مؤثر جداً ومن اكثر الاشياء اللي لامست قلبي.. بس بما اني حدا قلبه مربوط بمعدته, كمان اشي لامس قلبي وحواسي هو توفر الاكل وعدم وجود اي اشي يقيدك, يعني بتقدر توكل كل ثلاث ساعات زي الاطفال! كل شي متوفر, كل شي حلال, كل شي مريح وكل شي رخيص.. وهاي من اكثر اسباب الغزو السياحي لتركيا من قبل العرب برايي… قد ما تقولوا بنحب نجرب بلاد جديدة وسياحة متطورة بس بالنهاية احنا شعب مربوط من معدته ما في شك!
دخلت مطاعم منوعة وجربت اكلات اشي حبيته وانسجمت معه بما انه معظم الاكلات بتشبهنا, واشي لأ.. كثير حبيت اجرب اكلة “الموهلاما” اللي بتنشهر فيها منطقة طرابزون وهي عبارة عن جبنة صفراء وزبدة طايشة فوقها.. دسم دسم دسم… صح اكلتها في الهواء الطلق وقبالي الشلالات في المنطقة الساحرة “ايدر” بس اي والله برضو ما حبيتها 😦

اكثر اشي حبيته بصراحة تستغربوا, اشي كثير بسيط وعادي وموجود بكل محل هون بس خلص سبحان الله.. الفطيرة اللي اكلتها من ايدين الحجة بطريقنا لبحيرة اوزنجول نسيت اسألها شو اسمها او بالاحرى معرفتش اتواصل معها الا بالاشارة, يلا بنسميها الحجة ام اوغلو (بعرف انه اوغلو بتزبطش هون بس مشّوها هذا اللي طلع معي!).. فطيرة بسيطة عالصاج طلبت تحشيلي اياها شوكلاتة. هي يمكن فطيرة عادية جداً بس بعرفش شو شدني اجربها.. يمكن ابتسامة الحجة اللي وصلتلي رسالة “لسا الدنيا بخير”, يمكن الطيبة اللي شميت ريحتها طالعة من الصاج.. بعرفش..

هو اي اشي فيه شوكلاتة بحبه, واي اشي فيه شوكلاتة سخنة بحبه اكثر واكثر.. خاصة لما تصير تسحسح وتعبي الدنيا وما يكون حواليك محارم.. يا سلاااام !
وخلصت الرحلة ورجعنا عالبيت.. وقلت اضرب عصفورين بحجر.. قررت اجرب اعجن عجينة مناسبة لفطاير مقلية (بما انه فش عندي صاج) وبنفس الوقت تناسب فطاير مخبوزة اللي كمان مشهورة بتركيا Turkish pide.
طعم.. تنويع.. توفير !!
طريقة العجينة:
3 كاسات طحين
ملعقة كبيرة ممسوحة خميرة
2 ملاعق كبيرة حليب بودرة
ملعقة كبيرة سكر
كاسة – كاسة وربع ماء
ملعقة صغيرة ملح
شوية زيت زيتون
الطريقة:
نعجن كل المواد وبنشكلها على شكل كرة كبيرة بندهنها زيت زيتون وبنغطيها وبنتركها تخمر حوالي ساعة. بعدين بنقسمها قسمين, او مثل ما بدكم, بس انا عملت الوصفتين بنفس العجينة. على كل الاحوال لازم نقطعها كرات. انا عملت 4 كرات كبيرة و 4 صغيرة.
للفطاير بالفرن: حضرت حشوة عبارة عن جبنة بيضاء, جبنة صفراء, وبقدونس مفروم.
رقّيت الكرات الكبيرة على شكل بيضاوي, فردت حشوة الجبنة على طولها وسكرتها من الاطراف زي شكل القارب.
دهنتها شوية زيت وخبزتها بفرن بحرارة 180 لحد ما تتحمر.
بالنسبة للفطائر الحلوة المقلية, رقيت الكرات الصغيرة قدر المستطاع, وقليتها بدون زيت بمقلاية تيفال بتلزقش. بالاول بنقلي وجه واحد شوي بس, بعدين بندهن شوكلاتة عالوجه النيء, بنطوي الفطيرة وبنكمل قلي. اه بتستوي على فكرة! هو ممكن تنقلى عالوجهين وبعدين بتنحشى بس حسيت هديك الطريقة ازكى لما تكون الشوكولاتة built-in!
هو بصراحة بيني وبينكم الحكي, انا مش من عشاق تركيا المتيمين اللي بقدسوا كل شي فيها واللي اول ما بفكروا برحلة رأساً بتخطر ببالهم.. ولا من عشاق اللغة التركية, ولا الموسيقى التركية.. بالنسبة الي هي دولة لزيارة لمرة واحدة. بس الصراحة منطقة الشمال والريف, على بساطتها وطيابة ناسها وريحة هواها, هي عالم اخر بالرغم من مشقة الوصول الها نسبياً.. كمان انا مش من عشاق المسلسلات التركية. بتذكر المسلسل الاول والاخير اللي حضرته مدبلج من التركي هو “سنوات الضياع”. يمكن لأنه كان اول مسلسل بنعرض من هالموديل, بس رأساً عرفت انه هالاتجاه مش الي بالمرة.. من بعد يحيى ولميس ما شفت التركي! يلا نسمي هالفطيرة “فطيرة لميس”؟! (البنات بتقدروا تسموها فطيرة يحيى بس انا بديش اجيبلكم الحكي!)
بقدرش اقول انه الطعم مثل اللي اكلته بتركيا تماماً بس يعني على الاقل هيك كل ما اشتاق للحجة ام اوغلو وريحة صاجها بعرف شو اعمل.. فطيرة لميس 🙂
صحة وعافية.