بصراحة مهو الكمبيوتر اللي عليه فوتوشوب خربان, كيف يعني بدي اصور وأرفع صور بدون تعديل ولوغو؟
طيب, والكمبيوتر اليوم تصلح؟
لا.
طيب, كيف قررتِ ترجعي تكتبي؟ المقالة بدون صور؟
لا, مع صور.
طيب؟
ولا اشي صورت ورفعت بدون تعديل ولا لوغو. عادي.
الكمبيوتر الخربان كان مجرد حجة. عذر. انا اعطيته لنفسي عشان أبررلها ليش انا ما بكتب.
بحياتي مرقت بكثير مواقف كنت احاول الاقي تبريرات لعدم قبولي عرض او اقتراح معين, او لعدم نجاحي بخطوة معينة.
فش اشطر مني ابدأ الجملة بـ “مهو”.. مهو ومهو ومهو…
كنت افكر اني هيك برتاح انا وضميري. بس اللي اكتشفته اني هيك ببلّد انا وضميري, بنخبل انا وضميري, او اي كلمة ثانية بتلاقوها مناسبة توصف هاي الحالة من الكسل والعلقان بنفس المحل الناتجة عن التبريرات اللي بنعطيها لأنفسنا.
انا طبعًا ما بحكي عن الاسباب الحقيقية اللي عنجد بتمنعنا نعمل اشي معين. في فرق بين شخص عنده عذر صحي حقيقي يمنعه من ممارسة الرياضة وبين لما يكون عذره “مهو معيش وقت”. انت مش ما معك وقت, انت ما عندك ادارة ذات. او على ما يبدو الرياضة مش اشي مهم بالنسبة الك زي ما بتحاول تفهّم نفسك وتفهّم اللي حواليك.
باختصار, انتبهوا لما تقرروا تعملوا خطوة معينة, او ما تعملوها, اذا السبب اللي بتحاولوا تقنعوا فيه انفسكم واللي حواليكم هو سبب حقيقي ولا مجرد حجة وعذر. الاشي له تأثير على نتائجكم بالحياة.
وعشانكم شطورين وناويين تبلشوا تميزوا وما تخلوا الاعذار توقفكم عن التقدم, بدي اهديكم هالوصفة الزاكية.
سابليه مغطى شوكلاتة روبي (مش اختراعي. الطريقة شفتها على شي موقع انترنت, طبقتها وترجمتها)
لا مش شوكلاتة روبي المغنية ام البسكليت. شوكلاتة روبي هي النوع الرابع من الشوكلاتة اللي تم اكتشافه مؤخرًا, بعد الشوكلاتة الداكنة, شوكلاتة الحليب, والشوكلاتة البيضاء (اللي هي مش شوكلاتة اصلًا!). طعمها بيعطي شوي على فواكه, بس انا حبيت طعمها (ولونها!) كثير.
الطريقة: بالخلاط ( بنستعمل مش القطعة اللي بتخفق, ولا اللي بتعجن, الثالثة. بعرفش شو اسمها!)بنحط الطحين, السكر, اللوز, والزبدة الباردة اللي قطعناها لمكعبات, بنخلط لحد ما يتكون معنا خليط زي حبات الرمل. بنضيف البيضة وبنخلط لحد ما تتكون معنا عجينة. انا ضفت كمان فانيلا سائلة.
بنغطي العجينة بنايلون وبنتركها بالثلاجة تبرد شي ساعة. بعدين بنرقها (بدنا طحين عشان ما تلزق) وبنقطع دوائر بقطاعة البسكوت او فنجان قهوة. بنخبزها بفرن على حرارة 170 لمدة ربع ساعة.
لما تبرد بنذوب الشوكلاتة بالميكروويف او على حمام مائي بان ماري, وبنغمس كل قطعة بسكوت بالشوكلاتة. بنزينها بأي اشي متوفر. او بنفع بدون زينة. انا زينتها بورد مجفف قابل للأكل.
وصحة وعافية.
وبلا حجج عاد. قوموا تحركوا, اعملوا تغيير, اعملوا اشياء جديدة, تخافوش من التجربة, وتحاولوش تبرروا لحالكم عدم التجربة بمليون حجة.
وعلى قول المثل اللي بعرفش مين حكاه بس اكيد مش ستي : كلنا مليونيرات, يا بكون معك مليون دولار, يا مليون حجة. بس بنفعش يكون معك الجهتين.
بعرف انه لغوياً لازم حبيبي نائمٌ, بس انا بحكي عن اسم فيلم. فيه البطلة هي صبية ناصحة شوي (شويتين ثلاث) اسمها نسمة (مي عز الدين). المهم القصة انه بنت عمها بتعمل سحر لشاب (خالد ابو النجا) عشان يحب نسمة, فبصير يشوفها ضعيفة وحلوة وبقرر يتجوزها. بس لما ببطل السحر وبشوفها على حقيقتها هي ووزنها, بنصدم وبتركها. وبرجع بالاخر بتذكر انه حبها لشخصها ولصفاتها واخلاقها وطيبة قلبها, وانه الشكل مش اهم اشي, فبقرر يعاود يتجوزها.
الفيلم خلاني اصفن شوي باللي بصير حولي, كل مفاهيم الجمال.. كل مجموعات الفيسبوك المختصة بأنظمة الحمية وريجيم الملفوف والتمر والمي والتفاح والموز وغيره (واللي بدخلوني عليها بعرفش ليش! بتعرفوش انه الحلويات بدمي وبقدرش اتخلى عنها؟! قال ملفوف قال!) وكل صناعة منتجات التخسيس وأجهزة التنحيف, وبلشت افكر شوي بمفهوم الجمال السائد.
مين اللي قرر انه لازم المرأة تكون 90-60-90؟ انتو بس جيبولي اللي قال انه الجمال في النحافة عشان اتفاهم معه!!
الثقافة والموضة والاعلام (والرجال) هم اللي قالوا..
بعرف انه الدعايات وعروض الازياء ومسابقات الجمال واغلفة المجلات هي اللي خربت الدنيا وهي اللي فرضت هاي المقاييس, بس مين جبرنا نرد عليها ونتبناها؟! يرحم ايام العصر الجاهلي لما كان مقياس الجمال والانوثة هو المرأة اللي بتدخلش من الباب! ويرحم زمنك يا بن كلثوم “سمنت وطالت روادفها ….”! اخخخخ بس اخخخخخ !
هو الصراحة انا بقولش اني نفسي نرجع لهداك الزمن لأنه البدانة الزائدة مرض اكيد.. منيح نحافظ على صحتنا ورشاقتنا وسلامة قلوبنا, منيح نتحرك ونعمل رياضة , منيح نعرف شو مقياس ال BMI ونتقيد فيه, اه بس مش معناه اذا نصحت 200 غم اكتئب واخلص كل روس الملفوف اللي بمحل الخًضار!! صح العقل السليم في الجسم السليم. بس مين قال انه الجسم السليم هو الجسم النحيف جداً عديم “التضاريس”؟
ممكن اه وممكن لا بس مش شرط.. مش ما تصدقوا تقرأوا هالكلمتين وتقوموا تعملوا غزو ع المطبخ وتزعّلوا مني بياعين الملفوف! مش هيك قصدي.. وبرضو بقولش يختي انه لما تزعلي تلهطي ولما تنبسطي تلهطي ولما تعصبي تلهطي ولما تدرسي تلهطي ولما تشتغلي تلهطي ولما حبيبك يتركك تلهطي وبس لما تنامي ما تلهطي (زي نسمة!)
لا, خير الامور الوسط, وهي بالنهاية مسألة عادات وشو بعوّد حالي.
انا بس اعتراضي على انه هاي الناحية ماخدة اهتمام كتير نساء اكثر من اللازم.. بشوف نساء وصلت فيها المسألة لحد الهلوسة.. مع انه اذا هي بتعمل حوار داخلي بينها وبين حالها بتلاقيها راضية عن وزنها.
اعتراضي على انه اذا وصلت جسمي للوزن اللي بدي اياه (او اللي بدهم اياه.. او اللي بده اياه! ) معناته حققت كل اهدافي وانا ناجحة وبنفع ارتاح..
طب شو مع باقي الاشياء؟ حكيت عن العقل السليم. شو معه؟! قديش نساء بتهتم تقرأ كل يوم كم صفحة زي ما بتهتم تنزّل كل يوم كم غرام؟ شو مع الجانب الروحي؟ شو مع تحقيق ذاتي؟ شو مع تنمية موهبتي؟ كلها هاي جسمي اهم منها؟! هو مهم, بس مش اهم منها..
انا بس بدي اقول, انك اذا وقفتِ قبال المرآة وحبيتِ حالك حتى لو طالعة بالميزان, حتى لو كنتِ مليانة (طبعاً بشرط صحتك الجسدية والنفسية ما تأثرت من الاشي).. اذا تقبلتِ هالكائن اللي صورته معكوسة قبالك, حتى لو كان ما بيشبه الممثلة الفلانية او العارضة اللي انا اصلاً مش عارفة بتمثل مين, ولا اي حدا بالدنيا ممكن يقنعك انك لازم تعملي اشي ثاني..
وحبيبك, خليه نائماً .. من هاي الناحية المهم انتِ..
(منشور كنت كاتبته على الفيس وحسيت انه اجى الوقت لتوثيقه في المدونة الخاصة)
مجتمعنا مليان طاقات. مليان مواهب. مليان ابداعات, فوق ما نتصور وبكل مجال ممكن.
صارلي فترة موضوع دعم الطاقات شاغلني. ودايماً عندي تساؤلات بريئة, ليش احنا ما بندعم بعض ولو بلفتة صغيرة, ولو بكلمة؟ شو بنقص منا اذا عملنا هيك؟ يعني اذا دعمنا الناجح, نجاحنا احنا بنقص؟! يمكن العكس. اي صدقوني حتى لو فرضنا انه صاحب دكان مدح بضاعة المحل اللي فاتح جنب محلّه, والله كاتب له هاي الرزقة, مستحيل تروح للمحل الثاني لو شو ما عمل.
انا شخصيًا حدا الدعم المعنوي جدًأ مهم بالنسبة له. لفتة صغيرة بتعمل لي يومي او حتى اسبوعي. وبالتالي قررت ادعم الطاقات اللي بشوفها مستاهلة, بتدوينات قصيرة على مدونتي الخاصة.
اول حدا حبيت ابلش فيه هو شخص من المعارف الافتراضيين, اللي جمعنا اهتمام واحد وهو عشق الحلويات.
هذا الشخص انا متابعته على طول ومتابعة الحلويات اللي بعملها, واللي اقل اشي ممكن ينقال عنها “تحف فنية”. صح مرات بشوف منشوراته اللذيذة بالوقت الخطأ وبقول تبًا لك يا اخي مش وقتك, وبكتشف اني مش لحالي عم بعاني, لأنه كل التعليقات على منشوراته لوم وعتب والله يسامحك على هالمنظر, بس صدقًا حلوياته لما تشوفها بأي وقت بتفتح نفسك على الحياة. مليانة الوان, مليانة اتقان, مليانة جمال, مليانة كمال, وبدها تتفجر من كثر الحب..
بعرف انه صناعة الحلويات اليوم صارت اشي دارج كثير. مليان ناس اكتشفوا انه عندهم مواهب بهذا المجال وبلشوا يطوروها, وعنجد كل الاحترام. بس هون انا لاحظت اختلاف, تميّز, ابداع. ياخي شو متوقعين من حدا بعمل من الميرمية والزعتر البري موس وكعك؟!
يعني اذا انت من الناس اللي بحبوا الاشياء المش متوقعة, والمفاجآت بتعطيهم الهام وشعور جميل, مثلي, انصحك بمتابعة هذا الانسان المميز. محمد عليان.
بس فكركم كان بنفع اكتب عنه بلا ما اخليه يشاركنا وصفة عالسريع؟! يا باطل!
تفضلوا وصفة اصابع البقلاوة من الشيف محمد عليان:
طبعًا مش تصويري, تصوير محمد. ناوي ينافسني الاخ !!!
المقادير:
ورق عجين الفيلو
بندق او فستق حلبي ٤٠٠ غم مطحون
عسل ١٠٠ غم
سكر ٥٠ غم
سكر بني ٥٠ غم
ملعقه صغيره ماء الورد
قطر
الطريقة:
نخلط المكونات لحتى يصير خليط متجانس, بنقطع ورق الفيلو بشكل مستطيل وبندهنه زبده مذوبة. بنحط الخليط بقلب المستطيل وبنلفه على شكل اسطواني, بعدين بنشوي بالفرن لمدة ١٠ دقايق على حرارة ١٨٠ لحد ما ياخد اللون الدهبي وبنحط عليه قطر.
محمد بقدم حلوياته في مطعم Capers في رام الله. انا للاسف ما كنت هناك ولا مرة لأني مش من عشاق رام الله, بس من الصور بنصح اللي بروح لهناك يزور المكان ويتذوق هاي التحف, ويبعث لي صورة ويقاهرني. اصلًا عادي.
واذا بتحبوا تستمتعوا بالصور وانتو بالبيت, وتضحكوا, بما انه عادةً بنزل مع كل صورة نكتة, بتقدروا تعملوا متابعة لحسابه على الفيسبوك.
وأهم اشي. اللي عنده كلمة حلوة او اطراء او تشجيع لأي انسان على هذا الكوكب, ما يبخل عليه. ببلاش مهو على فكرة. وعمار يا بلد!
وخلص بكفي لهون عمي كاظم الساهر.. بحياتي ما حسيت انه الشتوية رومانسية. نقطة.
نكمل على ذوقنا.. وطبقات اواعي (وكيلوغرامات) فوق بعض, وشهوَنة على الاكل وخاصة الحلويات؟
ياخي بحس انه حاسة الشبع بتنعدم بالشتوية. بتموت. وحاسة الفجع بتحيا وبتنعنش وبتعيش. فش حدود, فش ممنوع, في بس اكوام سكر ودهون بتجتاح الجسم, بحجة قال انه بحاجة لطاقة! وبيجي الصيف وبيجي معه الشعور بالندم على هالاكوام اللي تكدست وحوطت جسمنا بكمان طبقة ملهاش اي داعي على فكرة. وخلي الطاقة تنفعنا!
ما علينا, الاسبوع الماضي لقيت انه عندي بسكوت لوتس كثير. وانا بصراحة مش كثير بحب طعمه هيك ناشف مع الشاي او القهوة. او يمكن بشبعنيش. شبعرفني.
المهم قلت ما الي غير اعمل منه كعكة. بس زهقت كعكة اللوتس اللي الكل بعملها. طبقة بسكوت, طبقة جبنة او شمينت وطبقة زبدة لوتس مذوبة.
قلت خليني اعمل اشي مختلف شوي. فقررت اضيف نكهة الحلاوة. طبقة بسكوت, طبقة شمينت مع زبدة لوتس, طبقة شمينت بطعم الحلاوة, وطبقة فتافيت بسكوت لوتس مع سمسمية مفتفتة! يا سلام على هالتناغم والتناسق الشتوي المتميز. مش بقولوا الشتوية ام الابداع؟! عيشوا 🙂
طيب, فتحت اول باكيت بسكوت عشان افتفته لقاعدة الكعكة. طلع من اللي كل حبتين محطوطات مع بعض بغلاف نايلون واحد. انصدمت! انا بدي اقعد افتح اغلفة يعني؟! يلا بسيطة. صرت مقررة اعمل الكعكة ومجهزة النفسية والمعدة.
فتحت كل الاغلفة, وفتفتت الباكيت كله. بس للاسف الكمية ما كفّت. لازم افتح الثاني.
الصدمة كانت انه الثاني كان من ابو كل حبة في باكيت, مش كل حبتين! كنت انبر واتذمر من الوقت والمجهود اللي بدي ابذله في تفتيح الاغلفة, هون صار بدي وقت ومجهود مضاعف. يعني انا كنت بنعمة وانا مش حاسة. صفنت شوي. كم مرة بحياتي صارت معي اشياء. كنت اعتبرها صعبة, نبرت عليها, تذمرت واشتكيت منها, بس بعدها بفترة يصير معي اشياء اصعب بكثير, وفجأة أحس بالنعمة اللي كنت عايشة فيها وانا مش دارية. يا عالم والله احنا عايشين بنعم وفضل من الله حتى بأصعب الاوقات, يستاهل الحمد عليها كل يوم وكل ساعة. كم مرة كنت اتذمر من اكوام الشغل اللي عليّ, واني مش ملحقة, وانه شغلي صعب, وفجأة امرض وأضعف, وأحس بالشلل, بعدم المقدرة حتى على النهوض من الفراش (مش عارفة مالي قلبتها فصحى!) وأقول اخخخخخ بس لو اطيب الا انجز كل الشغل بسهولة وبدون تذمر..
كم مرة…… خلص بلا ما نقلبها دراما. يلا الوصفة.
كعكة اللوتس والحلاوة:
للقاعدة : بسكوت لوتس مفتفت, مش مهم من ابو حبتين او حبة بغلاف.انا استخدمت باكيتين الا كم حبة (جزء للقاعدة وجزء للتزيين)
100 غم زبدة مذوبة (مع باكيت وشوي, الباقي بتركه مفتفت بدون زبدة بالوقت الحالي عشان ما يشد حاله كثير ويقسى من هون لأخلص بقية المراحل)
بتذكر اول ما بلشت اعمل كعك وأنا صغيرة, كيف كنت اتقيد بالوصفة مثل ما هي تماماً. نص ملعقة صغيرة فانيلا يعني نص ملعقة. نص ونقطة لأ! بنفعش بتخرب الوصفة! ما كنت افكر بالمرة باللي بقرأه, وأطبقه بالحرف. كنت متلقّن شاطر جداً.
شوي شوي صرت اقرأ وأشغل مخي شوي, اقرأ وأحلل, اذا بعمل هيك شو بصير, طب اذا بضيف هيك شو ممكن يصير. انا حسب رايي هاي النكهة اذا انضافت ممكن الطعم يكون ازكى.. مش دايماً كنت اطبّق تحليلاتي وتساؤلاتي بهاي المرحلة, كنت اخاف بصراحة. بس على الاقل صرت افكر وبطلت انظر للاشياء كأنها مفهومة ضمناً, كأنها مقدسة ممنوع تتحرّف. فش اشي مقدس ومنزل الا كلام الله.
بلشت اقارن, ام محمد نزلت وصفة لكعكة الجبنة المخبوزة ومن الصورة مبينة زاكية وزابطة, وام ايتسيك نزلت وصفة مختلفة تماماً لنفس الكعكة وكمان مبينة زاكية وزابطة. دليل على انه فش اشي مُنزَل, وكل شيخ وطريقته.
بلشت اعمل تغييرات, ألعب بالوصفات, اخترع اشياء. بكل صراحة وصدق, مش كل شي كان يزبط. بالأشياء اللي كانت تزبط كنت اكمل وارفع مستوى التغيير والابتكار, وبالاشياء اللي ما تزبط اعرف اني تجاوزت حدودي وأنه في “قوانين” ممنوع اختراقها. هاي القوانين مش كثيرة. بس منيح الواحد ينمّي القدرة على التمييز بين القانون, وبين القواعد اللي مسموح كسرها, واللي يمكن حتى طبشها يولد قواعد أجدد واكثر حتلنة.
دشركم من الكعك, انا قصدي بشكل عام. ليش لازم ننظر لكل الاشياء اللي بنقرأها, او اللي بنسمعها خاصة من “المشاهير” كأنها اشي مفهوم ضمناً وغير قابل للتغيير, للاحداث اللي بتصير معنا بالحياة اليومية كأنها مفهومة ضمناً, للناس اللي بنقابلها بحياتنا كأنها مفهومة ضمناً.. هي مقدرة ومكتوبة آه, بس مش مفهومة ضمناً بمعنى انه لو بنفكر في كل خطوة بتصير معنا وبكل شخص بنقابله بحياتنا بنكتشف مليان حِكَم ودروس, بنكتشف انه فش اشي اسمه صدفة ولا اشي اسمه مفهوم ضمناً. اه بس مهو التفكير اشي متعب. آسفة.
ماشيين بنردد شعارات وأمثال قديمة مش فاهمين نصها, لأنه اجدادنا قالوها وأجدادنا ما بيغلطوا, واللي ما له قديم ما له جديد. ومن فات قديمه تااااااه ! يا عمي اجدادنا على العين والراس ولازم نحتفظ بتراثهم, بس كمان من ناحية ثانية مشاكل اليوم مش شرط ينفع معها حل مبارح. بعدين مش اجدادنا هم اللي قالوا امشي في جنازة ولا تمشي في جوازة؟ وهم نفسهم اللي قالوا يا بخت مين وفّق راسين بالحلال؟! طب على مين أرد؟ الجواب: على نفسك. اسمع واستشير, بس دايماً فكّر وحلّل. دايماً خلّي حواسك شغالة للتغييرات اللي بتصير حولك. لأنه فش اشي مفهوم ضمناً. احنا عايشين بزمن اللي ما بتأقلم فيه للتغييرات ووتيرتها المخيفة بكل المجالات, واللي بيضل يقول “هيك قالوا وهيك لازم وهيك مفروض”, بيضل محلّه.
طب نرجع للكعك أفضل بلا فلسفة. في كعكة كسرت الدنيا بالفترة الاخيرة, وهي كعكة التريليتشي او التريليتشا او كعكة الحليب التركية. مش عارفة مين اول واحد رجع من تركيا وفكر يقلدها, ومن وقتها الانترنت مطبول بهالكعكة, زي الفيروس انتشرت بكل مطبخ. صح مليان طرق ووصفات ومقادير الها, بس بالنهاية نفس المبدأ, كعكة اسفنجية مشربة بحليب, طبقة كريما, وطبقة كراميل. وبصراحة انا كمان كنت من الفضوليين اللي طبقوها وانبسطوا من النتيجة. نفس اللي اكلناها بتركيا؟ لا مش نفسها. ولا المفروض تكون نسخة طبق الاصل. خلّوا الاصل للأصل..
تطبيقي للتريليتشي\تشا
لما جيت اطبقها للمرة الثالثة قلت, هو انا مطولة بشغلة “الموت مع الجماعة رحمة”؟ (رجعنا للامثال!) خلص بكفي جربتها مرتين وأشبعت فضولي ومعدتي. اجى وقت التفكير والتحليل والتغيير. شو بصير اذا لعبت بالنكهات؟ ولا اشي. الاتراك بزعلوا مني يعني؟ بدهم يتركوا كل المشاكل الجوهرية وينشغلوا بكائن صغير زيي؟ لا اظن.
ومن هون اجت فكرة كعكة البازوكليتشو – بصراحة معرفتش شو الصح ليتشا او ليتشي فقلت خلينا نكون على الحياد ونسمّي ليتشو 🙂
وهي عبارة عن اضافة نكهة لبان البازوكا لكل الطبقات.
واليكم الطريقة – اللي هي عبارة عن دمج اكثر من طريقة, والاضافات مني:
للطبقة الاولى:
4 بيضات
كاسة سكر
نص ملعقة صغيرة فانيلا سائل
كاسة ونص طحين
باكيت Baking powder
نخفق البيض مع السكر لفترة طويلة, شي 8-10 دقائق, لحد ما يصير خليط منفوخ. بعدين بنضيف نص ملعقة فانيلا (نص ونقطة لأ! بمزح!), وبعدها بنضيف الطحين مع البيكينغ باودر (منخّلات) وهون ما بنخفق, بس بنحرك بملعقة خشبية, بحركات زي رقم 8 بالانجليزي. بنصب الخليط في صينية بايريكس, وبنخبزها لمدة نص ساعة بحرارة 170.
سائل تشريب الكعكة:
4 كاسات حليب
1 باكيت كريما خفق – شمينت متوكاه
نص كاسة سكر
ربع ملعقة فانيلا سائلة
بضع قطرات خلاصة البازوكا حسب الرغبة.
هاي المكونات بنحطها بطنجرة على الغاز بس لحد ما يصير سائل فاتر, مش لدرجة الغليان يعني, وبنشرّب الكعكة اللي بتكون بردت شوي بهذا السائل.
هو انا مش مدونة سفر, ولا بسافر كثير. بس هاي الرحلة قررت اكتب عنها اولاً لأنه انطلب مني, ثانياً لأنها بتعنيلي كثير. فيها تحديت حالي مرتين, وبالمرتين نجحت.
كابادوكيا هي منطقة في وسط الاناضول, واسمها معناه الخيول القوية الجميلة. بس شكراً هذا هو. تتوقعوش درس تاريخ يعني.
من زمان نفسي ازور هالمنطقة, ومع توصيات بعض الاصدقاء, وبما اني بحب تركيا بس مش كثير برغب اسطنبول او المنتجعات, فقررت اجرب.
رحلتي كانت لكابادوكيا 3 ايام بس. انا اكتفيت. بس اللي حابب رحلة اطول في فعاليات تنعمل بخمس ايام. بس مش اكثر اكيد.
فش طيران مباشر لكابادوكيا. انا حجزت طيران لاسطنبول عادي, وبعدها ترانزيت طيران داخلي لمطار Kayseri (سفر كمان ساعة ونص تقريباً). مطار صغير كيوت عبارة عن اوضتين وصالة بس, بتحسه من جماعة سايبين الشقة.. كل معاملاتي هناك خلصت بدقائق.
مطار كايسري من شباك الطيارة اللي بده تنظيف.
الوصول من كايسري للمنطقة اللي حجزنا فيها استغرق كمان ساعة وشوي بالتاكسي. طبعاً في تكسيات باب المطار (اغلى اشي) وفي امكانية الاوتيل يحجزلك shuttle, وفي ناس بروحوا بالباصات (باصين) بس انا مش مستعدة بعد رحلتين بالطيارة وتعب اني اتشحشط بالباصات..
اول طيارة طلعت من تل ابيب الساعة 05:15 الصبح. الساعة 13:00 واشي كنا في كبادوكيا.
المنطقة اللي حجزنا فيها هي Göreme ومعناها “غير المرئي”, لأنه المنطقة موجودة في وادي كان زمان صعب يشوفوه.
طبعاً الاوتيلات الدارجة هناك هي الكهوف. اشي كاين كهف بالزمنات ومزبطينه وزايدين عليه وعاملين منه اوتيل. طبعاً المستوى مش عالي, جداً بسيط. بس الاجواء اكثر من رائعة.
اوتيل Panoramic caveالاطلالة من الاوتيل الفجراللوبي!الاطلالة من الاوتيل بالليلالفطور البسيط بس الاطلالة بتعطيه طعم خياليالشاي التركي الصباحي بالاوتيل
اليوم الاول كان بالنسبة الي كزدورة استكشاف للمنطقة. الاوتيل موجود بمنطقة اللي فش داعي لاستخدام سيارة للتنقل. بعيد دقائق عن المركز. الشوارع مليانة مطاعم, ومحلات لبيع السجاد اليدوي اللي بتشتهر فيه المنطقة, بيع السيراميك والفخار كمان اللي بتشتهر فيه المنطقة, محلات تذكارات وهدايا, ومكاتب سياحة ومكاتب سياحة ومكاتب سياحة. كل مترين في مكتب. بس هيك. فش محلات اواعي ولا اي اشي ثاني. يعني عشاق (عاشقات) الشوبينج خليكم على اسطنبول..
الحلو بالمنطقة انها هادية بشكل مستفز! بتعرفوا هداك الهدوء اللي بتحسوه مزعج من كثر هدوئه؟! هيك هي. انا كنت بحاجة لهيك جو بهاي المرحلة.. الناس هناك هاديين كثير, كل واحد بحاله. فش حدا يمسك فيك بالشارع يعرض عليك الخدمات اللي بقدمها من مكتب سياحة او مطعم! كل المحلات قدامك فوت وين بدك.. والاحلى انه الكل بحكي انجليزي, انجليزي يعني انجليزي مش مطبش! من شوفير التاكسي للي بشتغلوا بالمطاعم, لعمو الختيار اللي ببيع بالدكان الصغير اللي عالزاوية, حتى الحجة اللي بتعمل الفطور الصبح قدامك بتحكي معك انجليزي..
اول شي واهم شي كان بالنسبة الي احجز رحلة منطاد لثاني يوم وأضمن حالي. اللي بروح لهناك وما بركب بالمنطاد بفقد كثير من نكهة المكان. هو اكثر مشهد بميز المنطقة. بتذكر قبل كم سنة كانت هاي الرحلة ببالي, حكيت لقيس ابن اخوي يمكن كان عمره 3 سنوات “شو رايك تاخذني رحلة على تركيا على منطقة المنطاد؟”, يومها حكالي “باخذك بس مهي بتوسعكيش الطيارة كيف بدك توصلي؟!”. شكلي يومها كنت وزن زائد حبتين. ما علينا.
اللي عنده طولة بال بنصح انه يلف على المكاتب ويفاصل ويحجز بالسعر الارخص. انا ما عندي طولة بال, ولا بعرف افاصل. حجزت من المكتب الثالث اللي دخلته (الثلاثة كانوا بالصدفة نفس السعر, بس متأكدة في ارخص بكثير). الاسعار بتوصل لحد 150 يورو للشخص لرحلة نص ساعة. يعني عائلة كبيرة بدها ميزانية لهيك فعالية. بس بصراحة مستاهلة. وهذا كان بالنسبة الي التحدي الاول. انا حدا مش من زمان بلش يسافر بالطيارة بعد ما كنت اعاني من فوبيا المناطق المرتفعة. المنطاد بالنسبة الي كمل عملية كسر الحاجز .
رحلة المنطاد بتبلش الساعة 5 ونص الصبح قبل الشروق.. الشروق كان 6 واشي. الجو بكون بارد جداً جداً لازم نلبس اشي دافي. هو بشكل عام المنطقة حارة جداً بالصيف وباردة جداً بالشتاء. في ناس بتحب تزورها بالشتاء لأنها بتنفرش كلها ثلوج.. متخيلة المنظر خرافي انا, بس بحبش البرد.. المهم, بتيجي سيارة بتنقلك من الاوتيل للمنطقة اللي بطلعوا منها المناطيد. في بكبادوكيا 27 شركة لهاي الفعالية, وكل يوم بطلع بالجو 150 منطاد. طبعاً اذا في رياح بتلتغى الرحلة وبرجعولك المصاري.
من احلى اللحظات لما يبلشوا يحضروا المناطيد قدامك
اه انا سماح الجبانة وانا كنت اتفرج عالبيوت من هذا الارتفاع. انجاز.هذا الشروق حضرناه واحنا معلقين بالجو !
بدون مبالغة كانت هاي من احلى لحظات حياتي, انت معلق بالجو وحواليك منظر خيالي بتحس حالك بأسطورة. بلحظات معينة كنت افكر حالي بفيلم ثلاثي الابعاد. ما بنكر اني خفت للحظات, خاصة لما السيد عمو “شوفير المنطاد” كان يعمل حركات شقاوة بالجو وبآخر لحظة يقرر يبعد عن صخرة او شجرة ويقول طبعاً عن مزح “I’m not professional”!! مصمم يسمع صوت صياحي بالتركي..
بعد ما تخلص الرحلة ونهبط بسلام, بعملوا حفلة صغيرة. عمو الشوفير سألنا اذا عارفين سبب الحفلة. جوابه كان “Because we still alive”. يا فرحة امك بيك ياخويا!
الساعة 8 تقريباً رجعنا عالاوتيل, فطور وراحة ساعتين لحد الجولة التالية.
بما انه معي بس يومين اتعرف فيهن على المنطقة, يعني بنفعش اركن على فصاحتي واطلع استكشف لحالي مع انه يمكن ارخص, حجزت من نفس المكتب جولات مع مرشد. هاي الجولات جداً دارجة في المنطقة. انا حجزت Red tour + Green tour لأني حسيتهن بشملوا المعالم الرئيسية. في كمان Blue tour, yellow tour, وفي كثير فعاليات, خيول, سيارات جيب.. باختصار في كثير ايش ينعمل.
كمان هون سيارة بتيجي تاخذك من الاوتيل وبتعمل الجولة مع اللي بكون حاجز عن طريق المكتب بهداك اليوم. الجولة الحمراء 6 ساعات عملناها بنفس يوم المنطاد, وثاني يوم الخضراء 8 ساعات. الحلو بالجولات هاي انها بتجمعك مع ناس من كل انحاء العالم.. تعرفت على ناس من الهند, اندونيسيا, سنغافورة, كوستاريكا, روسيا, ايطاليا, والصين.
UCHISAR CASTLE
Fairy chimney
Ihlara valley
Selime cathedral
بوظة في open air museum صورتها بعد ما اكلت نصهاوادي الحب
طيب والتحدي الثاني؟
انا يا عمي حدا بحب يكون عالارض. انا اللي كتبت لنجوى كرم اغنيتها خليك على الارض. عندي مشكلة مع السماء, وعندي مشكلة مع المناطق الخانقة المعتمة تحت الارض. يعني بس افوت في نفق او موقف سيارات تحت الارض كل نفسيتي بتتعب.
التحدي الثاني كان اقعد او بالاحرى امشي تحت الارض لمدة ساعة, وصلنا لخمسين متر تحت الارض. هي مدينة كلها تحت الارض نسيت اسمها بصراحة, هو في اكثر من مدينة اصلاً. الفكرة انهم كانوا يلجأوا لها بأوقات عدم الاستقرار, كل شي فيها, مطبخ وغرف نوم, حتى محكمة فيها, ولما تهدأ الاوضاع يرجعوا يعيشوا عادي فوق الارض. كانت توسع الاف من السكان. انا بعرفش كيف قدرت اصمد فيها ساعة.
اما بالنسبة للـ….. أكل!!
طبعاً زاكي ورائع زي اكل تركيا, اشهر أكلة عندهم هي الكباب المعمول في فخارة, بما انهم جداً مشهورين بصناعة الفخار, كثير اكلات بعملوها فيه. هاي الاكلة بتستغرق خمس ساعات ولازم يتوصى عليها من قبل. انا ما اكلتها بس اكلت اشي ثاني بفخار.
في كمان اكلة اعجبتني ما اكلتها بمحل ثاني بس بعرفش من وين مصدرها, وهي عبارة عن بطاطا مقلية رفيعة جداً جداً مع صلصة اشي زي لبن, وفوقها لحمة مع صلصة مميزة. مش مهم اصلها وفصلها المهم زاكية ومميزة.
وبقية الاكل عادي, زي اكل تركيا اللي بنعرفه.
شاي التفاح كثير مشهور هناك وله نكهة مميزة
كان هذا ملخص رحلتي القصيرة (اه ملخص كيف لو موسع؟!) ببساطة حبيت اشارككم اولاً السبب الرئيسي عشان اللي حابب يتعرف على المنطقة, ثانياً على الطريق عشان اوصل فكرة انه احنا بنقدر نتحدى حالنا, المهم نعرف نقاط ضعفنا, ويكون عندنا ارادة نعالجها ونلاقي حلول (طبعاً اذا هالنقاط مضايقتنا, اذا لأ, خليها, فش حدا المفروض يكون كامل), مش شرط العلاج يكون في عيادة او في مركز او عن طريق سيرورة رسمية مكتوبة ومبنية, العلاج كمان بنفع يكون بجو رحلة, مش رسمي, مع تمرين بث مباشر على ارض الواقع.
ياخي انت طبيب نفسك.
يلا باي.
ملاحظة: الصور اشي من الكاميرا وإشي من التلفون, حسب الوضع. بس حقوقها كلها كلها محفوظة ها.
زي ما كثار بعرفوا, برمضان قررت اعتزل الفيس بوك اعتزالاً مؤقتاً لمدة شهر كامل بهدف التفرغ للحياة الحقيقية والتخفيف من الحياة الافتراضية. طبعاً اللي متابع قديش انا فعالة ع الفيس بيعرف قديش الاشي ممكن يكون بالنسبة الي تحدي صعب.. بس بعرفش ليش انا اتهمت هالفيس المسكين انه هو الحلبة الافتراضية الوحيدة اللي شاغلة وقتي. يعني لا سكرت الانستغرام ولا الواتس اب ولا الفايبر ولا البينترست مع انهن كلهن ساحات افتراضية كمان.
طب السؤال اللي بطرح نفسه, هل بهاي الفترة انا عشت الحقيقة بشكل افضل مما كنت اعيشها وانا فاتحة الفيس؟!!🤔
بكل صراحة, الجواب لأ..
ولااااا اشي تغير.
حتى بالعكس. برمضان السنة الماضية عشت الحقيقة افضل بكثير من هاي السنة.. كثير كنت منسجمة مع رمضان ومرتبطة فيه وبأجواءه .. ختمت القرآن مرتين, في حين هاي السنة وصلت بس لنص الختمة الثانية وبنشرت.. عملت حلويات اشكال الوان في حين هاي السنة اكتفيت بس بالصور المتوفرة عندي وما كان عندي الرغبة اعمل اي اشي جديد.. السنة الماضية وأنا صايمة كنت اتعلم واعمل امتحانات وبمواد صعبة كمان, والسنة عايشة فراغ اكاديمي مدقع.. يعني باختصار عايشة حقيقة ركيكة.
اللي استنتجته من هاي التجربة انه على ما يبدو هالحياة الافتراضية صارت جزء لا يتجزأ من الحياة الحقيقية.. ممكن يتعايشوا مع بعض بدون اي مشكلة. هي مسألة تنظيم وقت وأولويات مش اكثر.. والاكثر من هيك اكتشفت انه الحياة الافتراضية, على الاقل بالنسبة الي, هي حياة داعمة محفزة مكملة للحياة الحقيقية. بشرط اعرف استعملها صح.
مش غلط الواحد يجرّب.. بس المهم يتعلم من التجربة. واذا كانت تجربة غير ناجحة (بحبش استعمل كلمة فاشلة) حلو يعترف حتى على الملأ انه غلِط.. وأنا اعترف امامكم وانا بكامل قواي العقلية اني اخطأت بتسكير الفيس🙋♀️ او على الاقل ما استفدت اشي من هالعملة المهببة.
المهم, بأول يومين من الاقلاع عن الفيس كنت حاسة اشي غريب, اشي ناقص. فقدت منشور الصباح. فقدت حس المشاركة. فقدت اصدقائي الافتراضيين..حسيت اني فقدت جزء كثير مهم من شخصيتي.. ومع تعب الصيام والجوع والعطش والجو الحار اللي رافق اول كم يوم من رمضان, الاشي اعطاني شعور كثير بشع.. بعد كم يوم بلشت اتعوّد.. بس التعويد لم يدُم طويلاً يا حسرة.. فجأة اعترتني رغبة جامحة بالمشاركة! (كيف بالله فصحاتي؟!) خلص بطلت اقدر بدون ما اشارك مضامين مع حدا! صابني بالضبط زي نوبة ادمان💉 طب شو اعمل؟! ارجّع الفيس؟! يا لهوي لأ طبعاً ساعتها بصغر بنظر نفسي وبنظر الاصدقاء وببين حدا فش عنده كلمة ومش قد القرار.. اتفشش بالانستغرام؟! لا. هناك الامكانية متاحة بس للصور وانا حدا بحب يضل يحكي ويحكي ويحكي.
كان لازم الاقي حل.. بالصدفة وانا ابعث رسالة واتس اكتشفت موضوع ستاتوسات الواتس. بعرف انه مش اشي جديد.. بس بالنسبة الي قبل هيك كنت مكتفية بالفيس وما كان عندي اي حاجة ولا وقت لهيك اشي. قلت يلا عليهوووووووم! اخر اسبوعين برمضان تألقت هناك وبعرفش كم حدا من اللي مخزنين رقمي عندهم محوا رقمي من كثر ما زهقتهم ستاتوسات!🤦♀️
حسيت انه هذا الحل كان جداً مناسب. يعني بشارك اشي وبفش قلبي. وبنفس الوقت فش داعي اتابع تعليقات ولا لايكات ولا اشي. يمكن مرات عندي فضول اشوف مين شاف الستاتوس, ومرات بوصلني تعليقات نغشة برسالة.. بس الاشي مش ملزم زي ستاتوسات الفيس اللي كانت ماخدة مني كثير وقت, ومرات اعصاب.
السؤال الثاني اللي بطرح نفسه. اليوم بعد ما رجعت فعّلت الفيس, هل بدي استغني عن ستاتوسات الواتس, وِلا بالكم ساحاتي الافتراضية زادوا كمان ساحة وهاتي لحقي رقص يا سماح ؟! يا فرحتي ويا هنايا 💃💃💃 ما علينا، بكرا بنقعد ع الحيطة وبنسمع الزيطة..
المهم اللي بدي اوصله من كل الموضوع, تخافوش تجربوا.. والاهم, تخافوش تقولوا ما نجحنا👏
وع الطريق, بدي اشارك واحدة من الوصفات اللي لاقت استحسان لما نزلتها ستاتوس واتس. شوكلاتة العيد البيتية.
الطريقة: بدنا علبة حليب مكثف محلى مع 250 شوكلاتة مرة بنحطهن على الغاز لحد ما تذوب الشوكلاتة. بنطفي النار وبنضيف 50 غم زبدة وبنحرك لحد ما تذوب الزبدة. بنضيف 4 ملاعق نوتيلا كبار ومكسرات مقطعة خشن حسب الرغبة من ناحية النوعية والكمية. بنفرد الخليط في صينية (مفضل نحط فيها ورق زبدة) وبنتركه يبرد في الثلاجة لمدة اربع ساعات على الاقل. بنقطعها مربعات وبنقدمها.
مش انا اللي بقول! هاي دعاية لشي محل بالراديو.. كل ما اسمعها بستحي! وبقول اسمي مكتوب! معناها خلص خلص رمضان القريب ان شاء الله لازم اعيشه صح. كل سنة بعيش رمضان وبطلع منه وانا حاسة بالتقصير.. عملت أكل كثير.. قضيت وقت زيادة عالفيسبوك والانترنت.. قصّرت بقراءة القرآن مع اني بختمه كل رمضان مرة وأحياناً مرتين.. قصّرت بالدعاء مع انه عندي فرصة ذهبية للالحاح بما انها اوقات فضيلة وأرض خصبة للادعية المستجابة.
رمضان يا اولاد الحلال اشي حلو كثير. حكيت مرة اني تربيت على محبة هالشهر بشكل خاص. اهلي بستقبلوه كل سنة بحفاوة اكثر من السنة اللي قبلها, بعيشوا كل لحظة فيه بكل المتعة الموجودة بالدنيا.. ولما يخلص ابوي بصير يبكي 😦 هذا المشهد ما بنساه! تربيت عليه سنة ورا سنة.. ومن هناك بلشت علاقتي الغرامية مع شهر رمضان.
السنة الماضية كنت اتعلم خلال شهر رمضان. وأتعلم كورسات كلها رياضيات وأرقام بفهمهاش وانا مفطرة, كيف فهمتها وأنا صايمة انا نفسي لليوم مش فاهمة! لا وكمان جبت فيهن علامات كاملة! كبيرة سماح!
بالاضافة, كنت عاملة عالفيسبوك فقرة “صورة وفكرة”, شاركت فيها صور وأفكار لحلويات مع تغييرات وتجديدات بسيطة.. يعني وقتي كان مقسم تعليم وفيسبوك..
السنة لا وألف لا.. وما حدا يحاول يقنعني! ولا اي مشروع ولا اي فكرة ولا أي مشاركة ولا أي تعليم.. رمضاني السنة الي انا وبس.. حرة انا ياخي هيك جاي عبالي السنة! صيام وصلوات وأدعية وحوارات مع النفس, بين العقل والقلب والروح, والمعدة تضل على جنب لأنها بالعادة هي اللي مسيطرة على الثلاث. اجى الوقت تستريحي حبيبتي شوي.
الخطوة الاولى اللي صرحت فيها السنة هي اني ناوية اسكر حساب الفيسبوك. مش اخفف, ولا احدد ساعات, لا. تسكير تام. لأني جربت السنة الماضية اعمل تقسيم وقت واخفف تصفّح بس ما حسيت اني نجحت. بعرف حالي ياخي بنعطاش عين من هاي الناحية. لذلك قررت السنة اتخذ هاي الخطوة. بعرف انها حتكون صعبة عليّ نوعاً ما (وعليكم, تباً للتواضع!) بما اني مفسبكة فعالة, بس احياناً مضطرين نحرم حالنا من اشياء عشان ننجز.
عشان ما تحسوا بغيابي, جمعتلكم قبل فترة كل وصفات رمضان بألبوم واحد. عشان لما تشتاقولي تتصفحوه ( البوم اهلاً رمضان).. طب لما انا اشتاق شو اعمل؟!
مش مشكلتي الاشتياق على فكرة, مشكلتي هي اني لما احس اني مبسوطة او مرتاحة او عم بستغل وقتي صح بلا فيسبوك, مين بدي اشارك بهاي الحالة؟! لمين بدي اقول “انا نجحت”! مين بدي انصح “جربوها”َ؟! بسيطة, اكتبي الك سماح. او بلاش تشاركي ولا تكتبي وخلص. اكتمي سماح.
طيب. مع اني مش متخيلة سماح تكتم 30 يوم. بس جاهزة للتحدي. كبيرة سماح.
وهذا مش التحدي الوحيد, قدامنا كلنا قائمة تحديات خلال هالشهر.. خاصة النساء.. تحدي نتعود نطبخ بلا ما نذوق.. تحدي ما نكب اكل بالمرة.. تحدي نحط قدامنا كل يوم الصبح شو لازم نعمل هذا اليوم بما فيه كم جزء قرآن, شو نطبخ, شو نشتري, و و و .. تحدي نقعد مع حالنا كل اسبوع ونسأل انفسنا اذا رمضان ماشي معنا صح؟! تحدي نحاول نكتفي بمسلسل واحد فقط!! انا شخصياً مش من هواة التلفزيون بس اكيد لازم نكون واقعيين, بنقدرش نطفيه نهائياً خلال الشهر. مسلسل واحد فقط, ط؟!
كرات جوز الهند بطعم السحلب محشية مكسرات. مذاقات رمضان ولا مش مذاقات رمضان؟!
المقادير والطريقة:
للكرات: علبة حليب مكثف محلى, كاستين لكاستين ونص جوز هند, نص ملعقة صغيرة فانيلا سائل, ملعقتين كبار سحلب. بنعجنهم مع بعض وللثلاجة عشان يتماسكوا عشان نقدر نعمل منهم كرات.
للحشوة: كاسة مكسرات حسب الرغبة, انا حطيت فستق حلبي وجوز, بنطحنهن وبنضيف حوالي ملعقة قطر بارد مع الطحن عشان يصير خليط متماسك.
الباقي سهل. بنجيب العجينة بنقسمها لكرات وبنحشي كل كرة بخليط المكسرات وبنسكرها. بدهاش اكثر من ساعة بالثلاجة تتماسك وممكن تتقدم بعدها فوراً. الكمية كافية ل 24 كرة.
بصراحة تناغم النكهات, السحلب والفستق الحلبي عنجد حسسني انه رمضان بكرا! قديش ضايل؟! كم بوست بعد معي مجال اكتب قبل ما اكتم؟!
أهلاً رمضاااااااااااااااااااااااااااااااااااان شهر السماااااح 🙂
والثالثة بكتبها اليوم, بعد انهائي اخر التزام الي باللقب.. اللقب اللي على ما يبدو بدي انهيه بامتياز مع انه مش كل العلامات طلعت. يا رب 🙂
المهم, خلص بححححح تعليم. صار لازم نرجع برنامج يوم الجمعة لوضعه السابق قبل سنة ونص, طبيخ ونفيخ وغسيل وجلي.. او يمكن نعمل برنامج جديد؟
يا الله شو راح اشتاق ليوم الجمعة!!
سميت التدوينة لقب ثاني “حياة” مش من فراغ.. لما سجلت للتعليم توقعت يصير لي كل اشي الا الحياة. بس اكتشفت انه التعليم هو اللي اضاف لحياتي حياة.
خلال هالسنة ونص تعرفت على نفسي اكثر واكتشفت فيها جوانب ما كنت شايفتها.. بهالسنة ونص اعطيت نفسي شو بتستحق, خصصت لها وقت الها وبس. ياخي على الاقل بطلع للمرء يوم في الاسبوع لنفسه, لا؟! حلوة مرء. المهم, يوم الجمعة كان الي وبس الي. سفر الصبح بدري لحالي, مع موسيقاي المفضلة, وقهوتي المفضلة (قبل ما يطلعوا شغلة المخالفة هاي الله لا يعطيهم عافية!) والنسمات الصباحية اللي بتدخل السيارة ممزوجة بعبير الزهور بالربيع, بقطرات المطر بالشتاء, بأوراق الشجر الصفراء بالخريف, و….. نحل وحشرات بالصيف!
كمان خلال الاسبوع, التعليم خلاني اخصص وقت لنفسي. وقت مع نفسي. خلاني اعرف شو يعني تنظيم وتخطيط وتحديد مهام. شو يعني تحدي نفسي بإنهاء المهام بالوقت المناسب (الوقت المناسب بالنسبة الي هو يعني تسليم الوظيفة اسبوعين قبل وقتها! كبيرة سماح!)
خلال هالسنة ونص بادرت وساعدت وخصصت من وقتي ومجهودي لغيري, وعرفت منيح منيح انه هاي الاشياء هي اللي بتخليني اشعر بالاكتفاء.
خلال هالسنة ونص تعرفت على ناس جداد من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب, مش فرد او اثنين, عائلة بأكملها. شو عائلة هاي؟! قولوا حمولة! عشيرة! لما جيت بدي اكتب بوست وداع بالفيس بوك حاولت اعمل TAG للكل بس وصلت التسعين اسم وانا مش مخلصة حصر كل الاسماء, والفيس بوك اصلاً بعطيني بس خمسين! افتخر بمعرفتهم فرداً فرداً..
خلال هالسنة ونص تعرفت على النقب! تستغربوش! بحياتي ما وصلت لهناك, وبحياتي ما عرفت ناس من هناك ولا كان عندي اي معلومة عن الحياة والثقافة هناك, اللي طلعت اكثر بكثييييير من خيمة وناقة ومنسف! بصراحة بعترف اني كنت خسرانة نوعاً ما. بس مش متأخر 🙂 قادمون ايها الجنوب!
خلال هالسنة ونص تحدّيت قدراتي على التركيز, لا لا مش التركيز بالدراسة القصد ياخي. القصد اني كنت فعالة في على الاقل 10-12 مجموعة واتس اب بس للتعليم. بس! يومياً رن رن رن ومع ذلك قدرت اضل مسيطرة على الوضع بشغلي وحياتي. كبيرة سماح.
واشي جداً جداً مهم, خلال هالسنة ونص تعلمت انه بكل شي بواجهني بحياتي لازم اعمل تشخيص بالاول وبعدين اقرر كيف بدي اشتغل عالموضوع وأعمل خطة مدروسة.. الامور بتصيرش خبط لزق ياخي!
ما علينا, فيما يلي الاشياء الجدية جداً جداً اللي تعلمتها خلال هالسنة ونص, حسب ما نشرتها على مجموعة الفيسبوك الخاصة بمجموعاتنا : (واللي راح تتحول قريباً لمنتدى خريجين. انتظرونا!)
تعلمت احط تلفوني على وضع صامت, مش عشان ما يرن.. انما عشان لما ادخل عالفيسبوك بنص المحاضرة ما تبلش الفيديوهات تتألق لحالها 🤣
تعلمت اقعد اول صف, مش عشان اركّز.. انما عشان لما بدي اهرب من نص المحاضرة مش الكل ينتبه 🤣
تعلمت اقعد جنب الحيط, مش عشان يا رب السترة, انما عشان احط تلفوني بالشحن 🤣
تعلمت اخلي الجزر والتفاح وكل ما هو “للقرط” للاستراحة مش لنص المحاضرة خاصة المحاضرة التي يسودها الهدوء 🤣
تعلمت لما يصير اشي بضحك بنص المحاضرة , ما تيجي عيني بعين زميلتي اللي جنبي, لأنه ساعتها ولا اشي بسكّتنا
طبعاً من باب الدعابة !! بمزح! انا كنت طالبة جدية جداً (قال يعني) وبالتدوينات الاولى والثانية ذكرت قديش استفدت من التعليم, من المواد, ومن المحاضرين.. بديش اكرر نفس الحكي, ممكن تقرأوا التدوينات.. بس عنجد الاشي بساعدني بشغلي وبحياتي بشكل عام. مهو حياتنا عبارة عن مؤسسة, وعيشتنا كلها على بعضها سيرورة استشارة تنظيمية واحدة كبيرة!
صورني وانا مش منتبه وحياة الله مش منتبه: حمودي كيال
هالمرحلة انتهت بنجاح.. بمتعة.. بحياة.. راح افتقدها جداً لأنها كانت من أجمل مراحل حياتي.. بس كلي امل من رب العالمين ان المراحل القادمة تكون أحلى وأحلى وأحلى..
كان لازم اغير اسم المنشور وأسميه خواطر مستشار تنظيمي بثلثين الطريق, لأن المقالة الاولى كتبتها لما كنت واصلة بالضبط نص الطريق بدراسة اللقب الثاني. واليوم بكتب الجزء الثاني منها وانا في بداية الاثلوث الخامس وما قبل الاخير (اثلوث يعني تريمستر ! تحيا العربية!) .. كل مرة بتصير فيها ضجة اعلامية حول المكان اللي بتعلم فيه, بلاقيها فرصة اقعد مع حالي وأفكر انا شو عملت بحالي.. بس بعد قعدة قصيرة بلاقي الجواب.. وبقرر مش بس الاقيه , انما كمان اكتبه.. على الاقل عشان انا اشعر مع حالي افضل..
ياخي والله تعبنا! كل شوي رسالة او اتصال “سماح مش هذا المحل اللي بتتعلمي فيه؟! ليش هيك؟! له له له”! اه ياخي انا هون بتعلم ومبسوطة. ليش هيك؟! انا مالي! بديش ادخل لأسباب هاي الضجة, بديش انبش عن مصدرها, وبديش اعرف اذا كانت عن حق او لأ, واكيد اكيد مش معنية احلل توقيت الضجة اللي صادف سبحان الله حصول الكلية على مرتبة عالية باستطلاع رأي الطلاب الاكاديميين للمرة الكذا.. كلها سياسات لا تعنيني..
اللي يعنيني هو فقط اللقب اللي انا بتعلمه. لقب ثاني في الاستشارة التنظيمية للمؤسسات التربوية والتجارية في الكلية الاكاديمية اونو – الفرع الرئيسي (ملاحظة على الهامش: لا, مش نفس المسار اللي في القدس بالمرة, لكل اللي سألوا. دي حاجة ودي حاجة).
لكل اللي بيحكوا انه سهل كثير, وهبل, ومش بحاجة لدراسة, متسلحين بالاشياء اللي بشوفوها بالاخبار, وبتجارب طلاب أقل جدية.. بس بحب تعرفوا انه احنا بنتعلم بكل اثلوث (اللي هو عبارة عن شهرين تقريباً) 5 كورسات! متخيلين كم المعلومات اللي بنتعلمها وبأي وتيرة؟ متخيلين انه لكل كورس في وظيفة او امتحان او الاثنين مع بعض؟ متخيلين المتطلبات اللي لازم نعملها كل شهرين من جديد؟! وبعدكم بتقولوا سهل وهبل؟! طب نصيحتي, اذا ما جربت اشي ما تفتي فيه ولا تعطي رأيك فيه من الاساس..
بلشنا بمقدمة ممتعة الى عالم الاستشارة التنظيمية مع نماذج ونظريات.. وبالاخر عملنا وظيفة تشخيص تنظيمي لمؤسسة. وعلى فكرة ما جبت علامة عالية زي ما انا متعودة بحياتي من كثر ما التصليح كان جذري ودقيق! بحياتي ما بنسى هاي الوظيفة.. تعلمت بسببها كثير اشياء فادتني لقدام… كملنا مع نظريات في السلوك التنظيمي. تعرفنا على تايلور ومايو وادامز والشلة (ناس طيبين والله بس تعيدوهاش!) تعلمنا كيف نعمل مقابلات استشارية, من الالف الى الياء, نظري وعملي… دخلنا عالم التسويق, وعملنا وظيفة من 30 صفحة! بالاضافة الى استراتيجيات تسويق الخدمات بس هالمرة الوظيفة النهائية بسيطة , 20 صفحة بس! سهل, لا؟ وانا بحكي عن كورس عادي مش عن سمينار.. اكتسبنا ادوات ونماذج من علم النفس, اللي تفيدنا بشغلنا كمستشارين تنظيميين.. استرجعنا اسس البحث الكمي, والكيفي… تذوقنا شوي من عالم الاقتصاد الاسرائيلي. ما كان سهل بالمرة… تعلمنا كيف ندير مفاوضات بنجاعة, نظري وعملي (يعني نصيحة ما حدا يعلق معنا احسن له!).. تعلمنا كيف نحسب القروض والفوائد وانواعها (بعرف انه حرامٌ حرامٌ حرام, بس مشّوها! فش حدا فينا مش ماخذ قرض, هيك على الاقل ولا بنك ممكن يضحك علينا بعد اليوم!)… عملنا سمينارين كبار قد البلد. اي والله للاول قرأت كمية مقالات بحياتي ما توقعت اقرأها! والثاني المفروض نعمل سيرورة تشخيص تنظيمي كاملة من الالف الى الياء ونحللها. الله يستر… وآه صحيح ولا تدروا ! مش تعرفنا على اريسطو واصحابه وعرفنا كيف كانوا يفكروا؟!(كمان ناس طيبين, بس كمان تعيدوهاش!)
هاي بالنسبة للمضامين اللي متذكرتها من اللي تعلمناها لليوم ولسا ضايل كثير.. بديش احكي مين الاسماء اللي بتعلم هاي المضامين. كل واحد منهم ترك عندي اثر معين حيرافقني لفترة طويلة من حياتي.. الناس اللي حطت هاي المضامين مش ناس بسيطة, وناس عارفة شو بتعمل.. فيعني لا اعتقد انه اسماء لها وزنها تسمح لحالها تدخل في قضايا غير مهنية..
المهم, بديش افكر بإشي غير اني حاسة نوع من الاكتفاء, والمتعة, والفائدة. ومش معنية اخرب الاشي بسبب اخبار لا تعنيني. وبنصح كل طالب انه يركز بالدراسة ويستمتع بكل لحظة, بالمضامين, بالاصدقاء الجدد, بالاجواء العامة.. فترة التعليم من احلى الفترات بحياة كل انسان وحرام ما يعيشها صح.. نصيحتي يحاول ما يسمع هاي الاخبار ولا يحضرها ولا يعد قديش ناس شاركوها على شبكات التواصل, ويتجاهل الرسائل اللي بتوصله من الاهل والاصدقاء والقرايب والحبايب والمش حبايب (وركزوا على المش حبايب!) : “ولك شفت شو نشروا بالاخبار عن الكلية اللي بتتعلم فيها؟! له له له”.. هذا كان اختيارنا, وصرنا بثلثين الطريق وسماع او تداول او تحليل اي خبر مش ممكن يفيدنا ولا بأي اشي..بالعكس, ممكن يفقدنا التركيز والارادة, ومش وقته خالص خالص!
وعلى فكرة, للمرة المليون وواحد, انا بكتب كنوع من التفريغ والراحة, ولتوصيل رسالة شخصية. مليش مصلحة من وراء هاي الكتابة ولا بشتغل مع الكلية, ومجموعة الفيسبوك اللي عملتها لطلاب اللقب هي مبادرة شخصية هدفها تبادل المساعدة والدعم بين الطلاب ومش تابعة للكلية ولا حاصلة على دعم من الكلية.. يعني حاجتنا نحلل كل مبادرة وكل نيّة مساعدة وندوّر على المصلحة اللي وراها. اصلاً حاجتنا نحلل من الاساس! مهو ما جايب اخرتنا الا التحليل الزايد 😦
بصراحة تناغم النكهات, السحلب والفستق الحلبي عنجد حسسني انه رمضان بكرا! قديش ضايل؟! كم بوست بعد معي مجال اكتب قبل ما اكتم؟!
سماح, كلام وطعام! 