هاي التدوينة الثالثة (والاخيرة؟) اللي بكتبها في هذا الموضوع. التدوينة الاولى كتبتها لما كنت عنجد بنص الطريق بدراسة اللقب الثاني بالاستشارة التنظيمية, نص الطريق زمنياً خواطر مستشار تنظيمي, بنص الطريق.. الثانية كتبتها لما وصلت ثلثين الطريق.خواطر مستشار تنظيمي, بنص الطريق (الجزء الثاني)

والثالثة بكتبها اليوم, بعد انهائي اخر التزام الي باللقب.. اللقب اللي على ما يبدو بدي انهيه بامتياز مع انه مش كل العلامات طلعت. يا رب 🙂

المهم, خلص بححححح تعليم. صار لازم نرجع برنامج يوم الجمعة لوضعه السابق قبل سنة ونص, طبيخ ونفيخ وغسيل وجلي.. او يمكن نعمل برنامج جديد؟

سميت التدوينة لقب ثاني “حياة” مش من فراغ.. لما سجلت للتعليم توقعت يصير لي كل اشي الا الحياة. بس اكتشفت انه التعليم هو اللي اضاف لحياتي حياة.

خلال هالسنة ونص تعرفت على نفسي اكثر واكتشفت فيها جوانب ما كنت شايفتها.. بهالسنة ونص اعطيت نفسي شو بتستحق, خصصت لها وقت الها وبس. ياخي على الاقل بطلع للمرء يوم في الاسبوع لنفسه, لا؟! حلوة مرء. المهم, يوم الجمعة كان الي وبس الي. سفر الصبح بدري لحالي, مع موسيقاي المفضلة, وقهوتي المفضلة (قبل ما يطلعوا شغلة المخالفة هاي الله لا يعطيهم عافية!) والنسمات الصباحية اللي بتدخل السيارة ممزوجة بعبير الزهور بالربيع, بقطرات المطر بالشتاء, بأوراق الشجر الصفراء بالخريف, و….. نحل وحشرات بالصيف!

كمان خلال الاسبوع, التعليم خلاني اخصص وقت لنفسي. وقت مع نفسي. خلاني اعرف شو يعني تنظيم وتخطيط وتحديد مهام. شو يعني تحدي نفسي بإنهاء المهام بالوقت المناسب (الوقت المناسب بالنسبة الي هو يعني تسليم الوظيفة اسبوعين قبل وقتها! كبيرة سماح!)

خلال هالسنة ونص بادرت وساعدت وخصصت من وقتي ومجهودي لغيري, وعرفت منيح منيح انه هاي الاشياء هي اللي بتخليني اشعر بالاكتفاء.

خلال هالسنة ونص تعرفت على ناس جداد من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب, مش فرد او اثنين, عائلة بأكملها. شو عائلة هاي؟! قولوا حمولة! عشيرة! لما جيت بدي اكتب بوست وداع بالفيس بوك حاولت اعمل TAG للكل بس وصلت التسعين اسم وانا مش مخلصة حصر كل الاسماء, والفيس بوك اصلاً بعطيني بس خمسين! افتخر بمعرفتهم فرداً فرداً..

خلال هالسنة ونص تعرفت على النقب! تستغربوش! بحياتي ما وصلت لهناك, وبحياتي ما عرفت ناس من هناك ولا كان عندي اي معلومة عن الحياة والثقافة هناك, اللي طلعت اكثر بكثييييير من خيمة وناقة ومنسف! بصراحة بعترف اني كنت خسرانة نوعاً ما. بس مش متأخر 🙂 قادمون ايها الجنوب!

خلال هالسنة ونص تحدّيت قدراتي على التركيز, لا لا مش التركيز بالدراسة  القصد ياخي. القصد اني كنت فعالة في على الاقل 10-12 مجموعة واتس اب بس للتعليم. بس! يومياً رن رن رن  ومع ذلك قدرت اضل مسيطرة على الوضع بشغلي وحياتي. كبيرة سماح.

واشي جداً جداً مهم, خلال هالسنة ونص تعلمت انه بكل شي بواجهني بحياتي لازم اعمل تشخيص بالاول وبعدين اقرر كيف بدي اشتغل عالموضوع وأعمل خطة مدروسة.. الامور بتصيرش خبط لزق ياخي!

ما علينا, فيما يلي الاشياء الجدية جداً جداً اللي تعلمتها خلال هالسنة ونص, حسب ما نشرتها على مجموعة الفيسبوك الخاصة بمجموعاتنا :  (واللي راح تتحول قريباً لمنتدى خريجين. انتظرونا!)

تعلمت احط تلفوني على وضع صامت, مش عشان ما يرن.. انما عشان لما ادخل عالفيسبوك بنص المحاضرة ما تبلش الفيديوهات تتألق لحالها 🤣
تعلمت اقعد اول صف, مش عشان اركّز.. انما عشان لما بدي اهرب من نص المحاضرة مش الكل ينتبه 🤣
تعلمت اقعد جنب الحيط, مش عشان يا رب السترة, انما عشان احط تلفوني بالشحن 🤣
تعلمت اخلي الجزر والتفاح وكل ما هو “للقرط” للاستراحة مش لنص المحاضرة خاصة المحاضرة التي يسودها الهدوء 🤣
تعلمت لما يصير اشي بضحك بنص المحاضرة , ما تيجي عيني بعين زميلتي اللي جنبي, لأنه ساعتها ولا اشي بسكّتنا 

طبعاً من باب الدعابة !! بمزح! انا كنت طالبة جدية جداً (قال يعني) وبالتدوينات الاولى والثانية ذكرت قديش استفدت من التعليم, من المواد, ومن المحاضرين.. بديش اكرر نفس الحكي, ممكن تقرأوا التدوينات.. بس عنجد الاشي بساعدني بشغلي وبحياتي بشكل عام. مهو حياتنا عبارة عن مؤسسة, وعيشتنا كلها على بعضها سيرورة استشارة تنظيمية واحدة كبيرة!

هالمرحلة انتهت بنجاح.. بمتعة.. بحياة.. راح افتقدها جداً لأنها كانت من أجمل مراحل  حياتي.. بس كلي امل من رب العالمين ان المراحل القادمة تكون أحلى وأحلى وأحلى..

وأحلى.

يلا باي!