كان لازم اغير اسم المنشور وأسميه خواطر مستشار تنظيمي بثلثين الطريق, لأن المقالة الاولى كتبتها لما كنت واصلة بالضبط نص الطريق بدراسة اللقب الثاني. واليوم بكتب الجزء الثاني منها وانا في بداية الاثلوث الخامس وما قبل الاخير (اثلوث يعني تريمستر ! تحيا العربية!) .. كل مرة بتصير فيها ضجة اعلامية حول المكان اللي بتعلم فيه, بلاقيها فرصة اقعد مع حالي وأفكر انا شو عملت بحالي.. بس بعد قعدة قصيرة بلاقي الجواب.. وبقرر مش بس الاقيه , انما كمان اكتبه.. على الاقل عشان انا اشعر مع حالي افضل..
ياخي والله تعبنا! كل شوي رسالة او اتصال “سماح مش هذا المحل اللي بتتعلمي فيه؟! ليش هيك؟! له له له”! اه ياخي انا هون بتعلم ومبسوطة. ليش هيك؟! انا مالي! بديش ادخل لأسباب هاي الضجة, بديش انبش عن مصدرها, وبديش اعرف اذا كانت عن حق او لأ, واكيد اكيد مش معنية احلل توقيت الضجة اللي صادف سبحان الله حصول الكلية على مرتبة عالية باستطلاع رأي الطلاب الاكاديميين للمرة الكذا.. كلها سياسات لا تعنيني..
اللي يعنيني هو فقط اللقب اللي انا بتعلمه. لقب ثاني في الاستشارة التنظيمية للمؤسسات التربوية والتجارية في الكلية الاكاديمية اونو – الفرع الرئيسي (ملاحظة على الهامش: لا, مش نفس المسار اللي في القدس بالمرة, لكل اللي سألوا. دي حاجة ودي حاجة).
لكل اللي بيحكوا انه سهل كثير, وهبل, ومش بحاجة لدراسة, متسلحين بالاشياء اللي بشوفوها بالاخبار, وبتجارب طلاب أقل جدية.. بس بحب تعرفوا انه احنا بنتعلم بكل اثلوث (اللي هو عبارة عن شهرين تقريباً) 5 كورسات! متخيلين كم المعلومات اللي بنتعلمها وبأي وتيرة؟ متخيلين انه لكل كورس في وظيفة او امتحان او الاثنين مع بعض؟ متخيلين المتطلبات اللي لازم نعملها كل شهرين من جديد؟! وبعدكم بتقولوا سهل وهبل؟! طب نصيحتي, اذا ما جربت اشي ما تفتي فيه ولا تعطي رأيك فيه من الاساس..
عشان بس تعرفوا عن شو بحكي, بس بدي تشوفوا شو صرنا متعلمين لحد اليوم , وترى هاي بس الاشياء اللي متذكرتها ها:
بلشنا بمقدمة ممتعة الى عالم الاستشارة التنظيمية مع نماذج ونظريات.. وبالاخر عملنا وظيفة تشخيص تنظيمي لمؤسسة. وعلى فكرة ما جبت علامة عالية زي ما انا متعودة بحياتي من كثر ما التصليح كان جذري ودقيق! بحياتي ما بنسى هاي الوظيفة.. تعلمت بسببها كثير اشياء فادتني لقدام… كملنا مع نظريات في السلوك التنظيمي. تعرفنا على تايلور ومايو وادامز والشلة (ناس طيبين والله بس تعيدوهاش!) تعلمنا كيف نعمل مقابلات استشارية, من الالف الى الياء, نظري وعملي… دخلنا عالم التسويق, وعملنا وظيفة من 30 صفحة! بالاضافة الى استراتيجيات تسويق الخدمات بس هالمرة الوظيفة النهائية بسيطة , 20 صفحة بس! سهل, لا؟ وانا بحكي عن كورس عادي مش عن سمينار.. اكتسبنا ادوات ونماذج من علم النفس, اللي تفيدنا بشغلنا كمستشارين تنظيميين.. استرجعنا اسس البحث الكمي, والكيفي… تذوقنا شوي من عالم الاقتصاد الاسرائيلي. ما كان سهل بالمرة… تعلمنا كيف ندير مفاوضات بنجاعة, نظري وعملي (يعني نصيحة ما حدا يعلق معنا احسن له!).. تعلمنا كيف نحسب القروض والفوائد وانواعها (بعرف انه حرامٌ حرامٌ حرام, بس مشّوها! فش حدا فينا مش ماخذ قرض, هيك على الاقل ولا بنك ممكن يضحك علينا بعد اليوم!)… عملنا سمينارين كبار قد البلد. اي والله للاول قرأت كمية مقالات بحياتي ما توقعت اقرأها! والثاني المفروض نعمل سيرورة تشخيص تنظيمي كاملة من الالف الى الياء ونحللها. الله يستر… وآه صحيح ولا تدروا ! مش تعرفنا على اريسطو واصحابه وعرفنا كيف كانوا يفكروا؟!(كمان ناس طيبين, بس كمان تعيدوهاش!)
هاي بالنسبة للمضامين اللي متذكرتها من اللي تعلمناها لليوم ولسا ضايل كثير.. بديش احكي مين الاسماء اللي بتعلم هاي المضامين. كل واحد منهم ترك عندي اثر معين حيرافقني لفترة طويلة من حياتي.. الناس اللي حطت هاي المضامين مش ناس بسيطة, وناس عارفة شو بتعمل.. فيعني لا اعتقد انه اسماء لها وزنها تسمح لحالها تدخل في قضايا غير مهنية..
المهم, بديش افكر بإشي غير اني حاسة نوع من الاكتفاء, والمتعة, والفائدة. ومش معنية اخرب الاشي بسبب اخبار لا تعنيني. وبنصح كل طالب انه يركز بالدراسة ويستمتع بكل لحظة, بالمضامين, بالاصدقاء الجدد, بالاجواء العامة.. فترة التعليم من احلى الفترات بحياة كل انسان وحرام ما يعيشها صح.. نصيحتي يحاول ما يسمع هاي الاخبار ولا يحضرها ولا يعد قديش ناس شاركوها على شبكات التواصل, ويتجاهل الرسائل اللي بتوصله من الاهل والاصدقاء والقرايب والحبايب والمش حبايب (وركزوا على المش حبايب!) : “ولك شفت شو نشروا بالاخبار عن الكلية اللي بتتعلم فيها؟! له له له”.. هذا كان اختيارنا, وصرنا بثلثين الطريق وسماع او تداول او تحليل اي خبر مش ممكن يفيدنا ولا بأي اشي..بالعكس, ممكن يفقدنا التركيز والارادة, ومش وقته خالص خالص!
وعلى فكرة, للمرة المليون وواحد, انا بكتب كنوع من التفريغ والراحة, ولتوصيل رسالة شخصية. مليش مصلحة من وراء هاي الكتابة ولا بشتغل مع الكلية, ومجموعة الفيسبوك اللي عملتها لطلاب اللقب هي مبادرة شخصية هدفها تبادل المساعدة والدعم بين الطلاب ومش تابعة للكلية ولا حاصلة على دعم من الكلية.. يعني حاجتنا نحلل كل مبادرة وكل نيّة مساعدة وندوّر على المصلحة اللي وراها. اصلاً حاجتنا نحلل من الاساس! مهو ما جايب اخرتنا الا التحليل الزايد 😦
يلا باي 🙂
رابط المقالة الاولى: