مراحل تطور محتملة لكل مجال جديد: انبهار ثم عجقة ثم عجقة ثم عجقة ثم وعي ثم انتقاد ثم … فقع البالون!
هيك صار مع كثار من الناس اللي كانوا مبهورين بما يسمى التنمية البشرية. المجال جداً واسع ومليان مجالات فرعية, مجال حلو وجداً مفيد وممكن يغير حياتك, او أصح يغير جوانب بحياتك, اذا استخدمته صح وتوجهت للناس الصح, بس للاسف تحوّله لمجال تجاري, واستغلال البعض لهالمجال لجني الارباح, ومش غلط جني الارباح على فكرة هاي ارزاق! بس الغلط انه ننسى شو الهدف الرئيسي من وراء هذا المجال, ونركز بس على المقابل المادي, اللي بكثير حالات بكون باهظ و المضمون بستاهلش ربعُه!! الهدف هو تغيير الشخص نحو الافضل, او بالاحرى تغيُّر الشخص نحو الافضل, لأنه المبدأ الاساسي هو ان كل شخص قادر على النجاح بس يمكن يكون بحاجة لشخص يرافقه ليطلع منه الافضل! انت بتقدرش تغير حدا, بس الحدا بقدر يغير حاله بمساعدتك.
وظيفة المدرب اذا… لحظة. انا اصلاً كل تسمية مدرب مش داخلة مخي. ممكن نسميه “وكيل تنمية”؟! اي اقتراح؟! انا شخصياً بحب اسميه “مرافق للتغيير”, هي مش اسماء مستساغة صح, بس يا عمي شو هاي مدرب؟ على شو بدربني؟ بدربني اتغير؟ بدربني اعيش صح؟ لا هو ما بدرب, هو برافقني بطريقي للتغيير. هو المفروض ييجي مع كل الادوات والوسائل والطرق المهنية, وانا اجي مع المعلومات والمواهب والقدرات والصفات, ويرافقني بسيرورة التغيير. انا اللي بقرر لوين بدي اوصل وشو اللي معوقني. هو بس بساعدني. هو مش اخصائي نفسي ولا مستشار ولا موجّه. هو مرافق مهني!
نرجع لبداية الجملة. وظيفة “مرافق التغيير” اذا مارسها صح ممكن تكون اشي فعال.. المحاضرات والدورات الجماعية والكتب هي اشي حلو وممكن يثري ويوسع افاق صح, بس عن تجربة, كم ساعة بعد انهاء الكتاب او المحاضرة كل العالم الوردي اللي عشت فيه وانت تقرأ او تسمع برجع ينصبغ بلون عالمك الحقيقي. الاشي بحاجة لمتابعة. واذا انت حدا ما عنده القدرة على المتابعة فأنت بحاجة لوجود مرافق من هالنوع, يمسك بإيدك لتوصل للاتجاه اللي انت حابب توصل له.
لذلك ياخي والله بنفعش كل حدا راح حضر مؤتمر تنمية او شارك بورشتين ثلاث وقرأ كتاب ونص وحفظ اقتباسين وربع معناته صار اسمه مدرب, قصدي مرافق تغيير. طب والعالم اللي بتتعلم الاشي سنين وبتسهر الليالي وهي تقرأ وتطوّر حالها بالمجال وبتتعب عشان تكسب خبرة بالاشي شو نسميها اذا سميناك انت هيك؟! هذا غير عن الشخصية, يعني مثل انه مش كل حدا بنفع يكون محامي من ناحية شخصيته, كمان مش اي حدا بنفع يكون مرافق تغيير..
هي المشكلة الاساسية انه المجال فش عليه رقابة لا من ناحية دراسة ولا من ناحية شغل, لأنه اصلاً مجال مركَب من عدة مجالات, والاشي بخلّي اي مؤسسة تقدر تعلمه واي شخص يقدر يتعلمه ويشتغل فيه بسهولة..شوية شعارات وشوية اقتباسات وشوية بهارات وكثييييير تسويق, بتوصل يا كبير! بس في مشكلة اكبر, واللي هي احنا! اه احنا اللي اعطينا المجال اكبر من حجمه وانعجقنا فيه وصرنا مستعدين ندفع اي مبلغ مقابل محاضرة او ورشة مش مهم لمين مش مهم عن شو المهم انه فيها وعود لتغيير ومستقبل مفروش ورود.. بس اللي ملاحظته انه عجقتنا هاي اللي خلت ناس يستغلوا الفرصة ويستغلونا, خفّت كثير, اكتشفنا انه مش هيك التغيير بصير, والاشواك معبية الطريق, بلشنا نوعى, والبالون بلش ينفّس..وفي بعض الاحيان اصلاً فقع!
طبعاُ انا بحكيش عن الكل, اكيييييد لأ, في ناس عنجد موهوبة وعنجد ممكن تكون مؤثرة, عندها رسالة وبتشتغل صح.. بس الله يسامح اللي خرب عليهم.. على كل حال انا بحكي عن الاشي كظاهرة بشكل عام.. والاهم , انا بحكي رأي شخصي ..
بصراحة انا من الناس اللي كان عندها فضول تتعلم اشي من هذا المجال قبل كم سنة (قبل العجقة), وبالفعل تعلمت واكتسبت مهارات وادوات.. بستعمل بعض هاي الادوات في شغلي, في حياتي, في علاقاتي, وبدي استعملها بمشروع قريب بوافيكم بتفاصيله لاحقاً, اه بس فش داعي اقرقع الدنيا اجت المدربة راحت المدربة ! اييييف قصدي مرافقة التغيير!
يلا باي