مرة زمان طلعت بمبادرة “غبية” (موجود عنها منشور بالمدونة هون) وهي اني اسكر تلفوني ساعة باليوم, كل يوم.
وسميتها fool hour (حتى الفول زعل مني بس تصالحنا :)) ساعة “غباء” بما انها بدون هالسمارتفون او التلفون الذكي.. او زي ما انا بسميه “سمارتوت” (ما حدا يقول من الكلمة العبرية! ما حدا يفهمني صح!) ..بصراحة المبادرة ما اخذت اعجاب واقبال, وبصراحة اكثر انا مشيت عليها كم شهر لحالي وبعدين انهزمت..
بس ضليت حاسة بأنه السمارتوتات مسيطرة علينا زيادة عن اللزوم, صح هي مهمة وسهلت علينا حياتنا بكتير معاني, ولا غنى عنها, بس برضو سلبت منها كتير اشياء.. يمكن مش الكل منتبه الها, بس اللي بدقق بالاشياء اليومية اللي بنعملها, بفهم عن شو بحكي.
لذلك قررت اجرب يوم كامل بدون سمارتوت. اخترت طبعاً يوم اجازة عشان شغلي ما يتأثر بما انه صرنا ندير كل اشغالنا عن طريق هالجهاز اللي صار مكتب متنقل..
سكرته الخميس بالليل, وبلشت يوم الجمعة بدونه..
هدفي من التجربة ما كان اني اثبت انه بدون تلفون ممكن انظم وقتي اكثر, لأني بصراحة والحمد لله منظمته حتى بوجود التلفون, كل شي اله وقته.. بس وجود التلفون بخلفية كل نشاطاتي اليومية من ابسطها لأعقدها اشعل فضولي اني افحص تأثيره عليها..
وفيما يلي استنتاجاتي..
اولاً, التركيز.. وجود السمارتوت بيفقدنا التركيز. نقطة.
مهما كنت انسان دقيق وعندك قدرة تركيز, صعب تحافظ على هاي الصفات لما تجيك رسالة واتس اب وتبدأ بمحادثة, وتنتقل لغيرها, وترجعلها. وترجع تعمل شغلك, وتعاود ترجعلها, ولغيرها, وانت تقرأ غيرها تجيك رسالة فيسبوك, تفوت وتحاول ما تبدأ محادثة وتعتذر لأنك مشغول, بس شو الفايدة, صرت فاقد التركيز, وبما انك فقدته خلص بتفوت عالفيس وبتقرأ الاشعارات وبتبلش تضيع وقت.. وهون ذكرت تطبيقين بس, احياناً بيجتمع كل قوم التطبيقات اللي عندك عالسمارتوت وبقرروا يشنوا حملة اشعارات عليك بنفس الوقت..
هو انا بصراحة كثير بطنش نداءات السمارتوت اذا بكون منهمكة في عمل معين, بس خلص لمجرد انها موجودة بفقد التركيز..
ثانياً, ويعتمد على اولاً, الاتقان.. العمل اللي برافقه عدم تركيز ما بيكون متقن زي مهو لازم.. سواء كان عمل فنجان قهوة ساذج او كتابة اشي معقد..
ثالثاً, ويعتمد ايضاً على اولاً , انجاز المهام بوقت أطول. المهمة اللي المفروض تستغرق معك ربع ساعة بتستغرق ساعة بوجود ازعاجات السمارتوت. عادة يوم الجمعة عندي بيكون يوم مضغوط.. بس هالجمعة كان عندي حتى وقت فراغ مع اني عملت اشياء اكثر من اي جمعة عادية.. وانا قال اللي كنت مفكرة حالي عارفة انظم وقتي قال!
رابعاً, الراحة النفسية والنَفَسية. مش عارفة اذا ممكن اعرف اوصف الاشي, بس هيك عشت يومي بدون توتر وشحنات وحتى انتبهت انه تنفسي منتظم اكثر! (شو خص؟! بعرفش!)
خامساً, عيش اللحظة وهي سخنة..
يعني مثلاً متعودة اصور طبخة الجمعة وابعثها على مجموعة اهلي بالواتس (مش عالفيس!) ومن تعليق لتعليق بضطر آكلها باردة وبستمتعش ..اليوم لا.. هو صح طبخت منسف وبصراحة متعودة لما احرك اللبن امسك السمارتوت بالايد الثانية واتسلى بهالوقت بما انه طويل, فيسبوك, بينترست, اينستا اي حاجة. هالمرة اضطريت اسرح بعقلي واتأمل بكثييييير اشياء واستغفرت 100 مرة كمان! يا جماعة يحرق حريش هالسمارتوت مش معطينا مجال نتأمل ونتخيل! ويحرق حريش هاللبنات اتاريهن بطوّلن تا يعقدن! (واذا انت مش فلسطيني معظم الاحتمالات انك ولا فهمت اشي من اخر جملة!)
خلصت التجربة, ورجعت فتحت السمارتوت طبعاً لأنه لا غنى عنه, مليان ايجابيات وتسهيلات, بس وعدت حالي اني لازم بين فترة وفترة اعطيه واعطي نفسي استراحة. تتخيلوش قديش هاليوم كان مريح وهادىء.. حسيت فيه بحرية من نوع غريب..
وعشان انا مبسوطة من حالي, قررت اكافئ نفسي بكعكة بلوني المفضل. سميتها سمار توت كيك.
الطريقة:
للقاعدة: 200 غم بسكوت مربع (بيتي بير) مطحون, مخلوط مع 70 غم زبدة مذوبة (مرات الكمية بتتغير, المهم يكون عندكم خليط متماسك). بنفردها بصينية مستديرة قطرها 26 وبنحطها حالياً بالفريزر (انا عملتها بعدة قوالب صغيرة).
للكعكة: نذوب ملعقة كبيرة جيلاتين في نصف كاسة ماء وبنخليها على جنب.
بهالوقت نخفق 2 كريما خفق (شمينت متوكا) مع 1 بودينغ فانيل وقبل ما تتماسك بنضيف 500 غم لبنة 5 او 9%, 1 شمينت حامضة , قشرة نصف ليمونة مبشورة, نصف علبة توت ازرق blue berries معلب, وممكن بضع قطرات صبغة طعام بنفسجية (مش ضروري لأنه التوت بيعطي لون).
بنسخن خليط الجيلاتين شوي وبنضيفه لخليط الكريما, بنديره فوق القاعدة وبنحطه بالثلاجة يتماسك.
بهالوقت بنعمل الطبقة الاخيرة. ممكن ببساطة نستغل نصف علبة التوت الباقية, نضيف عليها شوية مي وجيلاتين ونحرك ونديرها عالكعكة.
بس انا عملتها بطريقة ثانية, جبت علبة توت ازرق مفرز (تباع بالسوبر ماركت) ضفت عليها 100 غم سكر بودرة وطبختها عالغاز شوي لحد ما صارت الفواكه طرية, طفيت الغاز وضفت نص كاسة مي مع ملعقة صغيرة جيلاتين, لما برد الخليط درته عالكعكة.
مفضل الكعكة تبات ليلة بالثلاجة عشان تتماسك..
صحتين وكل سمارتوت داي وانتو بخير..